عقدت بوّابةُ الهدف الإخباريّة ندوةَ الشّهيد غسّان كنفاني التي تُنظّمها دوريًّا؛ وتأتي هذه الحلقة في ذكرى استشهاده، تحت عنوان: "إطلالة على غسان كنفاني في ذكراه (51)"، حيث استضافت الندوةُ عبر تقنيّة "الزوم"، مراد السوداني رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين من رام الله، والدكتور محمد عبد القادر الباحث والناقد والمترجم الفلسطيني من عمَّان، فيما أدار الندوة الصحفي أيّوب الشنباري من بوّابة الهدف الإخباريّة.
ورحّب الشنباري بضيوف الندوة، حيث بدأ اللقاءُ بالحديث عن عنوان الندوة ومحاورها، لتبدأ أولى المداخلات للدكتور عبد القادر، وقال فيها: "هناك إجماع فلسطيني وربما عربي على أنّ غسّان كنفاني يشكّل ظاهرة استثنائيّة سواء على مستوى الصحافة أو الكتابة بشكلٍ عام، وعلى صعيد الإنتاج الروائي والقصصي والفني علاوة على إنتاجه المسرحي والدراسات العلمية الجديدة والمتطورة في نفس الوقت، غسان كنفاني بحد ذاته، وحياته نفسها تشكّل نموذجًا وتجربة تستحق أن يُحتذى بها ويتعلّمها بالذات الأجيال الجديدة".
وأضاف: "أزعم أني كتبت كتابًا موجهًا للأجيال الجديدة حول غسّان كنفاني كي يستمر حضور غسّان بفعل هذا الإيمان الكاسح لدى الجماهير العربيّة والفلسطينيّة بأنّ غسان ظاهرة لا يمكن أن تنتهي، ظاهرة في معنى الإبداع والانتماء والأصالة سواء السياسيّة أو الابداعيّة أو الفكريّة".
وتابع: "غسّان وعي متقدّم أصيل جاء في وقته تمامًا، عاش 36 عامًا منها 12 عامًا في فلسطين، و12 بين سوريا و الكويت و12 في بيروت، في كل مرحلة من هذه المراحل كان غسّان ينمّي نفسه ويعزّز طاقاته وإمكانياته وهو يرتقي بنفسه كان يرتقي بوعي وثقافة الشعب الفلسطيني، وهو أوّل من أطلق وصف "شعر المقاومة" على الانتاج الشعري في فلسطين".
وأردف: "حدد لنا غسّان معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء، طبعًا هو وآخرين خاصّة أنه عمل في إطار حزب فلسطيني وليس في إطار فردي، إذ أنّ كل كتاباته تؤدّي إلى الطريق نحو فلسطين، وهو صاحب رؤية استشرافيّة وتخطيط استراتيجي في عملية الوصول إلى الأهداف كل ما تحدّث فيه غسّان والمعضلات التي طرحها ما تزال قائمة حتى اليوم".
من جانبه، قال السوداني: "إنّ الثقافة الفلسطينية ممتدة ومشتدّة منذ نوح إبراهيم وحتى هذه اللحظة، وصعودًا حتى الشاعر عبد الرحيم محمود فارس الشجرة وشهيدها مثبتًا مقولة المنازلة "سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى فإمّا حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى" وهنا نستذكر ما قاله الشاعر والشهيد كمال ناصر عن جنازة صديقه ورفيق دربه غسّان كنفاني وما كتبه في افتتاحية " فلسطين الثورة": "هكذا يكون عرس الشهداء، أريد جنازة كهذه الجنازة تليق بي".
وأضاف: "عندما فجّر الاحتلال سيارة غسّان، وجدت ساعته الشخصيّة فوق إحدى البنايات ومازالت تدق، لتؤكّد أنّ الزمن الفلسطيني ما زال يدق حتى هذه اللحظة، سيال الوعي الفلسطيني ما زال يدق في صيرورة الفعل والحضور في مواجهة الرقبة للسكين دون رضوخ، بمعنى أن هذا الجسد الفلسطيني ما زال يناقض محتله؛ هذا ما جسّده غسّان كنفاني وهذا ما أوصله وضغط الزمن بعمره ليقدّم للأجيال الجديدة مقولة عالية وثقة صادقة لا تحول ولا تزول".
وتابع: "كتيبة شهداء فلسطين الكتاب تركت هذا الإرث الثوري لكل الأجيال ولاتحاد الكتاب الفلسطينيين لنواصل هذا الطريق على ثوابت فلسطين رفضًا للتطبيع والنكوص؛ وتأكيدًا على حضور هذه المقاومة كثقافةٍ موحّدة لا تقبل الانقسام، لذلك غسّان كنفاني بما تركه بالدم الحربي هو كتابة مغايرة عن الكتابة بالحبر البارد في مكان بالعالم، لأنه كان فيلقًا، إذ قالت رئيسة وزراء العدو آنذاك عندما اغتالوه: "ارتحنا من فيلقٍ مسلح".
وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور المهمّة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة.